فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الصافات: الآيات 99- 113]:

{وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (109) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إلى ربّي} متعلّق بذاهب السين حرف استقبال، و النون في {سيهدين} للوقاية، و الياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي مفعول به.
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي:
خرج من النار سالما وقال.
وجملة: {إنّي ذاهب} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {سيهدين} لا محلّ لها اعتراضيّة.
{ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و الياء المحذوفة مضاف إليه {لي} متعلّق ب {هب} {من الصالحين} متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي ابنا من الصالحين الفاء عاطفة {بغلام} متعلّق ب {بشّرناه}.
وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلا.
وجملة: {هب} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {هب} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {بشّرناه} لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر.
الفاء عاطفة {لمّا} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال: {معه} ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل بلغ، وهو ضمير يعود على غلام {بنيّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، و الياء الثانية مضاف إليه {في المنام} متعلّق ب {أرى} الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب {ماذا} اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عاملة ترى: {أبت} منادى مضاف منصوب.. و التاء عوض من ياء الإضافة المحذوفة {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تؤمره، ونائب الفاعل لفعل {تؤمر} ضمير مستتر تقديره أنت، السين للاستقبال، و النون في {ستجدني} للوقاية {شاء} فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط {من الصابرين} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله ستجدني.
وجملة: {بلغ} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة النداء: {يا بنيّ}.
في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّي أرى} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أرى في المنام} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أذبحك} في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل {أنّي أذبحك} في محلّ نصب مفعول به عامله أرى.
وجملة: {انظر} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: تنبّه فانظر.
وجملة: {ترى} في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {افعل} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تؤمر} لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: {ستجدني} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {شاء اللّه} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الفاء عاطفة {لمّا} مثل الأول {للجبين} متعلّق ب {تلّه} بتضمينه معنى دفعه.
وجملة: {أسلما} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ظهر صبرهما، أو أجزلنا لهما الأجر.
وجملة: {تلّه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما.
الواو عاطفة {أن} حرف تفسير {إبراهيم} منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.
وجملة: {ناديناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما.
وجملة النداء: {يا إبراهيم} لا محلّ لها تفسيريّة.
{قد} حرف تحقيق {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي.
وجملة: {صدقّت} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إنّا}.. {نجزي} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: {نجزي} في محلّ رفع خبر إنّ.
اللام المزحلقة للتوكيد {هو} ضمير منفصل مبتدأ خبره {البلاء}.
وجملة: {إنّ هذا لهو البلاء} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: {هو البلاء} في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة {بذبح} متعلّق ب {فديناه} {تركنا الآخرين} مرّ إعرابها، {سلام المؤمنين}.
وجملة: {فديناه} معطوفة على جملة جواب الشرط مذكورة أو مقدّرة.
وجملة: {تركنا} معطوفة على جملة فديناه.
الواو عاطفة {بإسحاق} متعلّق ب {بشّرناه} {نبيّا} حال مقدّرة منصوبة {من الصالحين} متعلّق بنعت ل {نبيّا}.
وجملة: {بشّرناه} لا معطوفة على جملة فديناه.
الواو عاطفة {عليه} متعلّق ب {باركنا} وكذلك {على إسحاق} الواو استئنافيّة {من ذرّيّتهما} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ محسن {ظالم} معطوف على محسن ب الواو مرفوع مثله {لنفسه} متعلّق بظالم.
وجملة: {من ذرّيّتهما محسن} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{ذاهب} اسم فاعل من الثلاثيّ ذهب باب فتح، وزنه فاعل.
{السعي} اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون.
{الجبين} اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون.
{الجبين} اسم للقسم المعروف من طرفي الرأس فهما جبينان بينهما الجبهة، وزنه فعيل بفتح الفاء.
{ذبح} اسم ما يذبح بمعنى المذبوح، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.

.البلاغة:

الإيجاز: في قوله تعالى: {فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ}.
وهذا إيجاز قصر، فقد انطوت هذه البشارة الموجزة على ثلاث: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ أوان الحلم، وأنه يكون حليما.

.الفوائد:

من هو الذبيح؟
أفادت الآية أن رؤيا الأنبياء حق، وقد اختلف العلماء أيّ ولدي إبراهيم هو الذبيح. فقال طائفة منهم هو إسحاق وإلى ذلك ذهب عمر وعلي وابن مسعود والعباس وكعب الأحبار وسعيد بن جبير وغيرهم رضي اللّه عنهم. واختلفت الروايات عن ابن عباس على قولين: أحدهما إسماعيل وثانيهما إسحاق، ومن قال بأنه إسحاق قال: كانت هذه القصة بالشام. وروي عن سعيد بن جبير قال: رأى إبراهيم ذبح إسحاق في المنام، وهو بالشام، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة، حتى أتى به المنحر من منى، فلما أمره اللّه بذبح الكبش ذبحه، وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة، طويت له الأودية والجبال. والقول الثاني: أنه إسماعيل، وإليه ذهب عبد اللّه بن سلام والحسن وسعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظي والكلبي ورواية عطاء بن أبي رباح ويوسف بن ماهك عن ابن عباس قال المفدي إسماعيل وكلا القولين يروى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
واحتج من ذهب إلى أن الذبح إسحاق بقوله تعالى {فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} فلما بلغ معه السعي أمر بذبح من بشر به، وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى إسحاق، وكانت البشارة بعد قصة الذبح، فدل ذلك على أن الذبيح هو المبشّر به، واحتج من ذهب إلى أن الذبيح هو إسماعيل بأن اللّه تعالى ذكر البشارة بإسحق بعد الفراغ من قصة الذبيح، فقال تعالى {وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} فدل على أن المذبوح غيره، وأيضا فإن اللّه تعالى قال في سورة هود {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ} فكيف يأمره بذبح إسحاق وقد وعده بولد له هو يعقوب، ووصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله: {وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} وهو صبره على الذبح، ووصفه بصدق الوعد في قوله إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وعد أباه بالصبر على الذبح فوفى بوعده، وسأل عمر بن عبد العزيز يهوديا أسلم وحسن إسلامه: أي ولدي إبراهيم أمره اللّه تعالى بذبحه، فقال: إسماعيل. وقال الأصمعي سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال: يا أصمعي، متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان إسماعيل، وهو الذي بنى البيت مع أبيه. واللّه تعالى أعلم.

.[سورة الصافات: الآيات 114- 122]:

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (114) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (116) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (119) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (120) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {على موسى} متعلّق ب {مننّا}.
جملة: {منّنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
الواو عاطفة في الموضعين {قومهما} معطوف على ضمير المفعول في {نجّيناهما} ب الواو منصوب {من الكرب} متعلّق ب {نجيناهما}.
وجملة: {نجيناهما} لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا.
الواو عاطفة وكذلك الفاء، {هم} ضمير فصل {الغالبين} خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء.
وجملة: {نصرناهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا.
وجملة: {كانوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة نصرناهم.
الواو عاطفة {الكتاب} مفعول به ثان منصوب {الصراط} مفعول به ثان عامله هديناهما- أو منصوب على نزع الخافض.
وجملة: {آتيناهما} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {هديناهما} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
{وتركنا المؤمنين} آيات سبق إعراب نظائرها مفردات وجملا.

.الصرف:

{المستبين} اسم فاعل من السداسيّ استبان، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين، أصله مستبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الباء.

.[سورة الصافات: الآيات 123- 132]:

{وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام المزحلقة للتوكيد {من المرسلين} متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: {إنّ إلياس لمن المرسلين} لا محلّ لها استئنافيّة.
{إذ} ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين، {لقومه} متعلّق ب {قال} {ألا} أداة عرض لا عمل لها.
وجملة: {قال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ألا تتّقون} في محلّ نصب مقول القول.
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة.
وجملة: {تدعون} في محلّ نصب بدل من جملة تتّقون.
وجملة: {تذرون} في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعون.
{اللّه} لفظ الجلالة بدل من أحسن منصوب- أو عطف بيان عليه- {ربّكم} نعت للفظ الجلالة- أو بدل منه- منصوب الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر اللام المزحلقة للتوكيد.
{إلّا} للاستثناء {عباد} مستثنى بإلّا منصوب.
وجملة: {كذّبوه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال.
وجملة: {إنّهم لمحضرون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء حسابهم فإنّهم.
{وتركنا من عبادنا المؤمنين} مرّ إعراب نظائرها مفردات وجملا.

.الصرف:

{إلياس} اسم علم لنبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وقيل هو إدريس، وقال ابن عبّاس هو ابن عمّ اليسع، وقيل هو ابن أخي هارون، وهو علم أعجميّ لا يعرف وزنه.
{بعلا} اسم بمعنى إله، وزنه فعل بفتح فسكون.
{إلياسين} قيل هو اسم آخر لإلياس فهو مفرد، وقيل جمع مذكّر سالم لكلّ من آمن مع إلياس على طريقة التغليب كما يقال المهالبة والأشاعرة نسبة إلى المهلّب والأشعريّ، وهو في الأصل جمع إلياسيّ- نسبة إلى إلياس- ثمّ استثقلت الشدّة على الياء فحذفت إحدى الياءين، فلمّا جمع جمع مذكّر سالما التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولاهما لالتقاء الساكنين فصار إلياسين.. والقول بإفراده أصحّ.

.الفوائد:

قصة إلياس عليه الصلاة والسلام:
قال قتادة ومحمد بن إسحاق: إلياس هو إدريس، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد اللّه ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك.
وقال وهب بن منبه: هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، بعثه اللّه في بني إسرائيل بعد حزقيل عليهما الصلاة والسلام. وكانوا قد عبدوا صنما يقال له بعل فدعاهم إلى اللّه، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد، فدعا اللّه عليهم، فحبس عنهم القطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه بالإيمان به إن هم أصابهم المطر. فدعا اللّه لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل اللّه أن يقبضه إليه، وكان قد نشأ على يديه اليسع بن أخطوب- عليه الصلاة والسلام- فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فهما جاءه فليركبه ولا يخفه، فجاءته فرس من نار فركب، وألبسه اللّه النور وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكا إنسيا سماويا أرضيا، هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب. واللّه أعلم بصحته.

.[سورة الصافات: الآيات 133- 138]:

{وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (138)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لمن المرسلين} مزحلقة وخبر إنّ.
جملة: {إنّ لوطا لمن المرسلين} لا محلّ لها استئنافيّة.
{إذ} ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين، في محلّ نصب الواو عاطفة {أهله} معطوف على ضمير الغائب في {نجيناه} منصوب {أجمعين} توكيد معنوي لضمير لوط وأهله {إلّا} للاستثناء {عجوزا} مستثنى بإلّا منصوب {في الغابرين} نعت ل {عجوزا}.
وجملة: {نجّيناه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {دمّرنا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه.
الواو عاطفة اللام المزحلقة للتوكيد {عليهم} متعلّق ب {تمرّون} {مصبحين} حال منصوبة من فاعل تمرّون.
وجملة: {إنّكم لتمرّون} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ لوطا لمن المرسلين.
وجملة: {تمرّون} في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة {بالليل} متعلّق بحال معطوفة على الحال السابقة الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة {لا} نافية.
وجملة: {لا تعقلون} لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي:
أتغفلون عن ذلك فلا تعقلون.